مين اللي هيغير الكون؟؟مصطفى كمال
منذ فترة من الزمن حينما كنا في الصفوف الأولى من الدراسة في المدرسة، كنا نحفظ شئ من بين سطور كتاب القراءة ومواضيعه التي كنا نحفظها عن ظهر قلب، هذا الشيء هو إجابة لسؤال مهم؟ وهو لماذا خلق الله الإنسان؟ كنا نعرف أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على الأرض ليعمرها، أليس كذلك ولكن مع مرور السنوات والأيام نسينا هذه الإجابة كما نسينا أشياء أخرى كثيرة كانت هي بمثابة ثوابت وقواعد كنا نحتفظ بها في عقولنا وقلوبنا أيضا. والشيء الأهم من نسيان تلك الإجابة هو نسيان تنفيذها والعمل بها بل وتجاهلها فأصبح الإنسان الآن هو أول عدو للحياة ولنفسه ،جرب الآن أن تقول لأحد الأشخاص حينما تجده يفعل خطأ ما أو يتناسى شئ هام من القيم والأخلاق أو حين تذكره بأن هذا شئ سيئ ولا يجب عليه أن يفعله، ستجد أول جمله تخرج من فمه هي يا عمى يعني أنا اللي هغير الكون... يقولها بابتسامة عريضة وكأن هذا شئ يفرحه ويفتخر به. يرمى بكل المبادئ والقيم وراء ظهره ملقياً باللوم على غيره من البشر اللذين يخطئون ولا ينظر إلي نفسه وهو بذلك يتجاهل شيئين: الأول: وهو بهذا يلغى وجوده كأنسان له قيمة وله دور وله وجود والثاني: يطلب شئ من غيره هو لم يستطيع فعله بل لم يحاول بفعله ويلقى المسئولية وكأنه مظلوم ولم يفعل شئ مع أن سلبيته هذه هي أول خطأ وقع فيه، وفى إحدى المرات كنت أتحاور مع أحد الشباب في هذه النقطة فقال لي أنني اعلم أنني على خطأ ولكن يجب على الأكبر منى سنا ومنصباً أن يبدأ هو بالتغيير ثم أنا بعده ! ولا تعليق؟!
وأعتقد أن معظم الناس هكذا تعلم أنها على خطأ لكنها تنتظر بأن يتغير غيرها لتتغير، وغيرها ينتظر غيره ليتغير وهكذا الكل يلقى على الكل ولا أحد يبدأ ويتغير ونترك أنفسنا وسط الكون كل يوم في خراب متزايد ونترك القيم والأخلاق والمبادئ كل يوم في انقراض ونحن واقفين ننظر إليها وكأننا نريدها أن ترحل وننتظر أن نودعها ولا ندرى كم حجم الخسارة التي ستلحق بنا من تلك الكارثة . ولكن لو كل إنسان نظر إلى نفسه وبدأ هو بتغيير ما يراه خطأ دون النظر إلى غيره سيغير الموقف تماما لأن ساعتها الكل سيتغير لان الكون مسئولية كل من يعيش فيه وليس مسئولية فرد أو أخر وإذا كان غير ذلك إذن من الذي سيغير الكون. ولأن السلبية هي اخطر شئ يهددنا ويهدمنا فلابد لكل فرد أن يكون إيجابياً وعلى ثقة بأن دوره مهم وأن وجوده لازم وأن بدايته هي البداية وانه بدوره ومبادرته يستطيع أن يغير الكون.
قول رأيك بصراحه هتسيبوا مصر لمين؟؟هناك جملة نورها لا يزال يستطع وسط التاريخ لتظل نبراس يشع حباً واخلاص ووفاء لهذا الوطن العظيم، جملة كانت بالنسبة لقائلها بمثابة الشرف والعزة والفخر والكبرياء الذي ضحى بجهده ووقته وصحته ليحافظ عليه وليدعم وجوده، قالها الزعيم "مصطفى كامل" لا لتكون شعاراً أو هتافاً ولكن لتكون دليل وبرهان على أن هذا الوطن يشرف بجنسيته كل من ينتمي إليه. بالطبع عرفت الآن تلك الجملة ... وهى ( لو لم أن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً)، أصدقائي الشباب بالطبع انتم الآن لا تجدوا صدى لهذه الجملة أو حتى أشباه وجود أليس كذلك، بل قد يخجل الكثير منا أن يقول أنا بحب مصر حتى لا يقابله أصدقائه بالضحك والسخرية من هذا الكلام الساذج على حد قولهم، وكان حب الوطن أصبح رجعية بل وعيب والحجة كالمعتاد فيها إيه مصر علشان تتحب!!!!. فالعيشة صعبة... ومفيش شغل... مش عارفين نتجوز... حتى رغيف العيش بنجيبه بطلوع العين... لكن هل هذا كافي لكي تكره بلدك، بل وهل هذا معناه أن تهرب وتتخلى عن مسئولياتك تجاهها وتسافر إلي الخارج لتنسى تلك المشاكل وتبعد عن تلك الهموم، إذاً فاعطني مثالاً واحد لمشكلة تم حلها بالهروب أو التجاهل، فإنك أن لم تحاول معالجة تلك المشاكل فإنك حتما ستعود يوماً ما وستجدها كما هي بل وأكثر حجماً مما تركتها عليه. لماذا يا شباب مصر تتذكرون السلبيات دائماً وتكون هي حجتكم فى الحكم على مصر، ولا تضعوا نصب أعينكم حتى ولو شئ إيجابي واحد، ألا تجدوا أمامكم أو في ذاكرتكم شئ واحد يغفر لمصر ما بها من سلبيات؟؟ ومع العلم أن مصر لا دخل لها بشيء بل هي مفعول بها منا.
ألم تعد تذكر أنك ولدت بها ورأت عينك النور فيها... ألم يكن لك فيها ذكريات وأصدقاء ولحظات جميلة سعيده قضيتها وسط الأهل والأحبة وابتسمت فيها رغم كل الظروف التي حولك... قولي ألم تشتاق يوماً ما إلي مدينتك ... شارعك... بيتك... أهلك إذا تركتهم لفترة قصيرة لذهابك فيها لرحلة أو سفر ليس ببعيد، فكيف إذا تركت مصر كلها؟؟؟ ألم تفكر في يومك كيف ستقضيه، مع من ستتحدث، فأين هم أصحابك... وجيرانك... وأصدقائك... من سيسمع منك مشكلتك ويهونها عليك... من سيزورك ليطمأن عليك... ومن سيفتح لك ذراعه لتجرى عليه... من سيحنو عليك إذا ما دمعت عينيك... الكل الآن حلمه الأوحد أن يسافر للخارج ويترك مصر بل ليهجر مصر، لماذا أمن أجل ما فيها من مشاكل وفساد نتركها ونفرط في حقنا فيها، لماذا لا نحاول ونبادر بالتغيير... لماذا لا نسعى نحن للتطوير... لماذا لا نتعاون سوياً لنتمكن من عبور الطريق... بل لماذا نترك اليأس يسيطر على الهمم والعقول... ونعطى للإحباط فرصة ليتملك النفوس... ولماذا نودع الابتسامة من الوجوه... لماذا ... لماذا... لماذا أشياء كثيرة!!! وكأن مصر تسألها إليك الآن تستشفقق لترأف بحالها ولا تتركها. وكأنها تقول إليك إلى من ستتركني فأنت الذي كنت تهون على ما يجرى بي، لشعوري بأنك غير راضى بهذا الحال وتتمنى له الزوال، فإذا ذهبت أنت فمن سيبقى لي ... من سيحاول... من سيغير ... من سوف يقود غداً... وأنا أضم صوتي لصوت مصر ومن قبل صوتي دموعي التي تهطل كالمطر حزناً كلما سمعت من شاب أنه مل من مصر ويتمنى أن يتركها. لذلك أقول لكل من يفكر في هذا جملة واحده وأخيره وأرجوا أن يجاوبني عليها كل فرد منكم ... هتسيبوا مصر لمين...
قول رأيك بصراحه